في خريف العام 2007 تستضيف جامعة «نانسي» الفرنسية مؤتمراً تحت عنوان «الفجوه
الرقمية والوثائق الرقمية» ضمن اسبوع مُخصّص للبحوث عن الوثائق الرقمية. وإذ يشارك
باحثون من العالم العربي في تلك التظاهرة الفكرية، فإن أول ما يرد في البال هو
التدني الهائل في استخدام التقنية الرقمية في المنطقة، إذ تنضوي الدول العربية،
وبطرق متفاوتة، ضمن جغرافيا «الفجوة الرقمية» Digital Divide التي تفصل بين المركز
الغربي (حيث تُصنع المعلوماتية وتُستعمل بكثافة) وبين بلدان العالم الثالث، حيث
يضرب التدني استهلاك المعلوماتية وإنتاجها أيضاً
ثمة سؤال أساسي: هل يرجع هذا
القصور إلى معضلة اقتصادية (مثل عدم قدرة الجمهور على الحصول على تلك التقنية
وأدواتها ووسائطها وبرامجها وكابلاتها وشبكاتها وغيرها) أم أن المسألة تتعلق أساساً
بمجموعة (أو نسق) من تصرفات حياتيه ويومية، وكذلك بثقافة المجتمعات العربية
وأوضاعها السياسية؟.