الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه ومن
تبعهم بإحسان الى يوم الدين
إن من تأمل أحوالنا من قسوة القلوب وقلة تقواها
وغلبة التكاسل عن الطاعات والزهد في القربات وقلة التورع عن المحرمات لجدير أن يسأل
نفسه أليس الإسلام هو الإسلام؟ أليس القرآن هو القرآن؟ فما بال أحوالنا لا توافق
أحوال السلف الكرام وإنما ينطبق علينا قول القائل : يامن إذا تشبه بالصالحين فهو
عنهم متباعد وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد. يامن يسمع ما يلين الجوامد
وطرفه جامد إلى متى تدفع التقوى عن قلبك ؟ وهل ينفع الطرق في حديد بارد ؟ فما هي
الآفة حتى فارقت أحوالنا أحوالهم وباينت أعمالنا أعمالهم؟ هل الآفة هي عدم الإيمان
؟؟ كلا ..
إن الآفة الحقيقة هي ضعف الإيمان بالله عز وجل فالإيمان اذا ضعف لا
يدفع العباد إلى الطاعات ولا يحجزهم عن المعاصي ، والمعاصي لا تنافي أصل الإيمان
كما قال صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي لعن من كان يشرب الخمر
( لا تلعنه إنه
يحب الله ورسوله) فالمعاصي لا تنافي أصل الإيمان ولكن تنافي كمال الإيمان فكم من
محب للصحة ويأكل مما يضره وعلاج ضعف الإيمان يكون بالأخذ بأسباب تقويته .. فهل نبحث
عنها؟